سقط الوثن … عاش الوطن


 

بعد انهيار نظام بن علي بتونس الزيتونة، تونس عقبة بن نافع، سقط يوم الجمعة 11 فبراير 2011، الثامن من الربيع النبوي لسنة 1432 بأرض الكنانة نظام حسني البغيض الذي حكم شعبا خلال عقود على وقع السوط و الرصاص، نظام عسكري بزي مدني خنق الحرية و قهر الأمة مستفيدا من قانون الطوارئ.

بالفعل، لقد جعل حسني و حاشيته مصر أم الدنيا و أم العرب أقل  حجما من قناة الجزيرة القطرية، و لم يعد لمصر ذلك الدور المحوري الإقليمي كتركيا و إيران، بل على العكس من ذلك جعل هذه الأرض المباركة، أرض الأنبياء، و بلاد الأزهر الشريف  ملاذا للسياحة و التجسس الإسرائيليين، و أصبح نظامها عرابا للتسوية المذلة و سمسارا للانبطاح للغرب و للعدو الصهيوني و قنطرة لعبور إسرائيل إلى الدول العربية و جنوب السودان و دول حوض النيل.


وفي الداخل، أضحت أرض الكنانة فريسة ينهشها أباطرة المال و الفساد من أنصار الحزب الوحيد مستغلين نظام الطوارئ وجهاز الشرطة الذي أصبح جهازا للقمع و التعذيب وكبت الحريات حيث قال بعضهم عن مصر”نساؤها لعب وأرضها ذهب وهي لمن غلب”.

لكن هذا الشعب العظيم الذي قاوم التطبيع خلال عقود، أبى إلا أن يمحو عنه غبار الذل و الهوان ليعيش كريما، لقد هدم هذا الشعب بمسلميه و أقباطه، بمناضليه و جيشه، بشيبه و شبابه، بنسائه و رجاله جدار الاستسلام و البيعة لإسرائيل و التآمر على المقاومة.

لقد استطاع هذا الشعب الكريم أن يجعل قلوب المسلمين تخفق لدوي شعاراته، تواقة لمشاركته نضاله و رباطه بميدان التحرير وباقي المدن المصرية

لقد كانت بالفعل معركة للحرية و الكرامة، معركة الإرادة الشعبية الفاضلة ضد الإدارة الفاسدة الطاغية.

إن يوم الجمعة الحادي عشر من فبراير2011. سيبقى يوما مفصليا في تاريخ مصر وتاريخ الشعوب التواقة للحرية.

فبعد جمعة الغضب، و جمعة الرحيل، جاءت جمعة التحدي والحسم لتكون بالفعل حاسمة في إسقاط نظام نبذه شعبه و معه الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم.

نظام عاند منذ 18يوما مما جعل سقوطه مدويا في أرجاء الأرض و مدونا في سجلات مزابل التاريخ مزابل الطغاة.

إنها ثورات الشعوب لا تقهرها البنادق ولا الحروب، كتبت بدماء الشهداء في الدروب. إنها ثروات ساكنة في القلوب.

نموت وتحيا الأوطان، نرحل و تنسى الأوثان.


المدون عبد الرحيم بنسعيد

bensaid.70@hotmail.fr

سيدي قاسم- المغرب

1/02/2011. 2


صور لفرحة الشعب المصري بعد خلع الرئيس.


Post a comment or leave a trackback: Trackback URL.

أضف تعليق